فقد العرضيات- رثاء للمربي الفاضل ظفير العرياني

المؤلف: أحمد الشمراني08.22.2025
فقد العرضيات- رثاء للمربي الفاضل ظفير العرياني

تخيم أجواء من الأسى العميق على العرضيات، حزن يتقاسمه المكان والإنسان، ويدفعنا دفعًا نحو تدوين هذا الحدث الفادح بمداد من الدموع، وبقلوب يئن تحت وطأة الفراق الموجع...!!

لقد رحل الإنسان النبيل، والمربي الجليل (ظفير سعيد العرياني)، فمن أين لي أن أستهل مرثيتي؟ هل أبدأ من منطلق مشاعر شقيقه عمر المفجوع، أم عبر أثير قرية احتضنته وترعرع فيها، ثم ودعها مودعًا إياه بدموع هامسة، تحمل في طياتها كلامًا بليغًا يُرى بالعيون، ولا يُخط بالأقلام...!!!

لقد أضناه الداء يا غارضا ظفير، وقاسى مرارة الألم بصمت، لكنه لم يشعرنا بوطأة معاناته قط، بل كان يقتسم أوجاعه مع السرير الأبيض الذي لو ملك القدرة على النطق، لأفصح قائلًا: لقد حل هنا إنسان طاهر السريرة، يملك قلبًا لو قسمت طيبته على جميع قاطني العرضيات لما نقصت...!!

برحيل ظفير، فقدنا إنسانًا كريمًا، ومربيًا ترك بصمات راسخة في ميدان التعليم، بصمات تُقرأ وتُكتب وتُسمع، هكذا شأن المؤثرين حقًا.....!!!

تتضاءل الكلمات وتصغر أمام فيض العبرات، ففقيدنا كان قيمة للمكان، وقامة شامخة للقبيلة، تعلمنا منه كيف يكون الصمت أدبًا رفيعًا وبلاغة متناهية.....!!!

ما عرفت أسمى وأنبل من الدمع في لحظات الحزن العميق، ولا عرفت أصدق من علامات الحزن البادية على بعض الوجوه الكريمة

كيف ستستقبل غارضا وأهلها ليلتها الأولى، مع ليل كفيف قد أطبق عليه الحزن الدامس، ليل تكشف تفاصيله المدمرة، وتقرأ ملامحه الموجعة على الوجوه الشاحبة...!؟

ها أنا أصف لكم حالًا، وأدون مشهدًا كاملًا، أجد كل تفاصيله المؤلمة ماثلة أمامي....!

وكأني بأخي الفقيد عمر سعيد يتمتم بعد أن ودع شقيقه ظفير قائلًا: لقد قُطع أعظم جناح كنت أمتلكه، ما عدت قادرًا على التحليق في سماء الطموح، بل حتى القفز البسيط بات أمرًا مرهقًا ومضنيًا...!

رحم الله فقيدنا الغالي «ظفير».. وألهمنا وألهمكم جميل الصبر، وأحسن الله عزاءنا جميعًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة